في اليوم العالمي لكبار السن المجلس الوطني لشؤون الاسرة يحدث الاستراتيجية الوطنية لكبار السن
01-01-2016
في اليوم العالمي لكبار السن المجلس الوطني لشؤون الاسرة يحدث الاستراتيجية الوطنية لكبارالسن
يشارك الاردن العالم في الاول من تشرين الاول باليوم العالمي لكبار السن تحت شعار " اتخاذ موقف ضد التمييز ضد كبار السن "
ويهتم المجلس الوطني لشؤون الاسرة بفئة كبار السن بإعتبارها فئة مجتمعية عزيزة وقدمت الكثير لأبنائها وقد بدأ المجلس منذ مطلع آب 2016 بالعمل على تحديث الاستراتيجية الوطنية الأردنية لكبار السن، وذلك بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان الداعم لهذه الاستراتيجية.
وبالتعاون مع اللجنة الوطنية لكبار السن التي تم تشكيلها في عام 2012 بقرار صادر عن رئاسة الوزراء والتي يضم أعضائها ممثلين للشركاء الرئيسين للمجلس والمعنيين بقضايا كبار السن من كافة الجوانب، تم حصر أهم الانجازات التي صبت في صالح كبار السن من تشريعات، تعليمات، إجراءات مؤسسية. كما تم رصد البيانات الإحصائية السكانية والصحية والاجتماعية والتعليمية المتعلقة بكبار السن وذلك من خلال قواعد البيانات المتوفرة لدى دائرة الإحصاءات العامة والجهات المعنية.
وللوقوف على واقع كبار السن في الأردن ومتطلباتهم ضمن كافة محافظات المملكة، يعقد المجلس الوطني لشؤون الاسرة جلسات نقاشية (Focus Groups) تضم 3 فئات عمرية وهي (18-30) سنة، (31-59) سنة وفئة كبار السن أنفسهم 60+ سنة. علاوة على الجلسات النقاشية التي ستتم مع البرلمانيين وصُناع السياسات، بالإضافة إلى فئة مقدمي الخدمات والرعاية لكبار السن من القطاعين التطوعي والخاص.
هذا وقد قام المجلس خلال النصف الثاني من شهر آب 2016 بتنفيذ المرحلة الأولى من الجلسات النقاشية للفئة العمرية (18-30) سنة في الأقاليم الثلاث في المملكة حيث تم تغطية خمس محافظات هي: العاصمة عمَان، البلقاء، إربد، المفرق، والكرك؛ وقد تم تنفيذ هذه الجلسات وإدارتها من قبل مستشارة تحديث الاستراتيجية وهي ذات خبرة واسعة في قضايا كبار السن من منظور محلي ودولي.
وقد بينت نتائج الجلسات النقاشية جوانب عديدة أهمها النظرة الإيجابية من قبل فئة الشباب لكبار السن وما تحتويه هذه النظرة من مشاعر الاحترام والتقدير والمبادرة في خدمة كبير السن عند حاجته لذلك، ورفض فكرة إقامة كبير السن في بيت الرعاية الإيوائية، وتأكيدهم على ضرورة سن تشريع يجرم عقوق الوالدين والعنف ضد كبار السن بشكل عام إنسجاماً مع أحكام الدستور الأردني الذي نص صراحة على حماية الشيخوخة من العنف والاستغلال.
وقد أكد المشاركين من الشابات والشباب وخاصة في المناطق الريفية والبدوية أن هناك بعض الإناث يعزفن عن الزواج رغبة منها في خدمة والديها، كما أشار أحدهم أنه في حال عدم قدرة والده على التحرك أو خدمة نفسه سيقوم بترك عمله والتفرغ لخدمة والده كبير السن. وهذا يُؤكد أن أفراد المجتمع الأردني يتمتعون بدرجة عالية من الترابط الأسري، إذ أشار التقرير الدولي الصادر عن مؤسسة ساعدوا المسنين الدولية أن نسبة الترابط الاجتماعي لدى كبار السن في المجتمع الأردني بلغت 72%، أما مؤشر شعور كبار السن بالأمان فقد سجل نسبة 90% وهو الأعلى ضمن دول المنطقة. وضمن هذا السياق، وعلى الرغم من تعرض بعض كبار السن لحالات الإهمال أو العنف، إلا أن هذه الحالات تعتبر حالات فردية ونادرة الحدوث ولا تُعبر عن ظاهرة عامة في المجتمع الأردني، كما أن مثل هذه الحالات يمكن حدوثها في أكثر المجتمعات تقدماً.
أما بالنسبة للقيود والعقبات التي تواجه كبار السن في المجتمع الأردني، فقد أشار المشاركين في الجلسات النقاشية إلى أن عدم توفر نوادي نهارية في بعض المحافظات لقضاء وقت الفراغ أمر في غاية الأهمية لكبار السن، وإن كان هناك بعض الجمعيات ضمن المجتمعات المحلية تقوم ببعض الأنشطة الخاصة بكبار السن إلا أنها لا تغطي المتطلبات اليومية. كما أن عدم توفر بيئة مادية داعمة وصديقة لكبار السن كالأرصفة والممرات ووسائط النقل هي معوق رئيس لقدرة كبار السن على التنقل والحركة خارج المنزل. وقد برزت الحاجة الأهم وهي ضرورة توفير الرعاية المنزلية لكبار السن ممن يقطنون بمفردهم ولا يجدون من يخدمهم، ومثل هذه الخدمات المنزلية أصبحت أكثر رواجاً في الدول المتقدمة كبديل لإقامة كبير السن في دار الرعاية لما تتركه من أثار إيجابية على الصحة النفسية لكبير السن. هذا ولا بد أخذ زمام المبادرة للعمل على هذا التوجه في الأردن وتقديم خدمات الرعاية المنزلية لكبار السن مجاناً في ضوء إرتفاع تكاليفها من قبل مؤسسات القطاع الخاص والتي تصل في حدها الأدنى إلى ما يقارب 450 دينار شهرياً.
وضمن هذا السياق، لا بُد من الإشارة إلى المبادرة الحكومية التي يتم تدارسها حالياً من قبل الجهات المعنية وتتبلور حول فكرة إنشاء صندوق لكبار السن يهدف إلى توفير الدعم المالي والصحي والاجتماعي لكبار السن في المجتمع الأردني. وحول هذه القضية فقد أبدى معظم المشاركين من الشابات والشباب استعدادهم لدعم هذا الصندوق بشكل تطوعي