مهرجان "لوني بالوني" للحد من العنف الواقع على الأطفال في عمّان دراسة: 42,1 % يتعقدون أن للوالدين الحق بضرب الأبناء لتأديبهم
04-01-2019
في وقت كشفت به دراسة حديثة صادرة عن المجلس الوطني لشؤون الأسرة عن تقبل 42,1 % من الأسر ضرب الوالدين للأبناء باعتباره وسيلة للتأديب، دعا مختصون إلى ضرورة تعزيز برامج التوعية بأساليب التربية الإيجابية للحد من العنف ضد الأطفال.
الرقم الذي كشف عنه أمس الأمين العام بالوكالة للمجلس محمد مقدادي، يأتي في وقت يعكف به المجلس بالتعاون مع منظمة اليونيسيف على إطلاق حملات توعية مجتمعية للحد من العنف ضد الأطفال والتي يأتي من ضمنها فعاليات مهرجان "لوني بالوني" التفاعلية والذي سينفذ في عدة محافظات للتوعية بمخاطر العنف والحث على اعتماد وسائل التربية الإيجابية.
وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية هالة بسيسو لطوف، خلال حضورها فعاليات مهرجان "لوني بالوني" إن "الأردن يبذل جهودا كبيرة للتصدي لظاهرة العنف ضد الأطفال"، مشيرة في ذلك إلى الاستراتيجية متعددة القطاعات التي تبنتها المملكة لمكافحة العنف ضد الطفل".
وشددت لطوف خلال مشاركتها أمس مندوبة عن رئيس الوزراء في فعاليات المهرجان والذي يعد جزءا من أنشطة الخطة الوطنية متعددة القطاعات للحد من العنف الواقع على الأطفال على الدور الأساسي للأسرة، مبينة أن "واجب الأسرة تزويد أطفالها بوسائل الحماية الضرورية واحترام الآخر واحترام الخصوصية لهم".
وأضافت لطوف "هناك من يؤمن بأن العنف هو من الأساليب التربوية التي تساعد على تربية الأبناء وتوجيههم، رغم أن ذلك ممارس لكن ثبت بالعلم والدراسات والممارسة أنه ضار على مستوى الأسرة والأفراد، ويهدد صحتهم الجسدية والنفسية والعقلية وتحصيلهم العلمي".
وتابعت "لذلك توحدت الجهود الرسمية والمجتمعية وجهود المختصين على مناهضة العنف وتجريمه وملاحقته ووضع البرامج التربوية البديلة لإقناع من يمارس العنف بمضاره وحثه على البدائل".
من جانبه أكد مدير الأمن للقضائية، مندوب مدير الأمن العام العميد وليد البطاح على النهج التشاركي الذي تعتمده مديرية الأمن العام في التعامل مع قضايا حماية الأسرة والطفل من العنف.
وشدد على الخصوصية التي يتم التعامل بها مع القضايا المتعلقة بالأطفال المحتاجين للحماية، مشيرا في ذلك إلى إجراءات الحماية الجنائية للطفل.
من جانبه عرض أمين عام المجلس الوطني بالوكالة محمد مقدادي الخطة الوطنية متعددة القطاعات للحد من العنف الجسدي والتي طورها المجلس وأطلقها العام الحالي بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية، التربية والتعليم، الصحة والأوقاف ومديرية الأمن العام.
وقال مقدادي "رغم الجهود التي تم بذلها خلال السنوات الماضية، لكن هذه الجهود تبقى غير كافية في ظل غياب التوعية الهادفة"، مبينا أن "فعاليات المهرجان والذي سيجوب مناطق مختلفة من المملكة خلال فترة تتجاوز الشهر تأتي ضمن الجهود التوعوية للمجتمع والأسر".
وأكد مقدادي أهمية الفعاليات الأسرية توعوية وتعليمية، مبينا أنها "تساعد الأسر على تعزيز قيم الحوار والتربية الإيجابية بينهم، من خلال المشاركة في مجموعة الأنشطة المتعددة والمتميزة".
وتطرق مقدادي في حديثه إلى نتائج تقرير أحوال الأسرة الأردنية الصادر عن المجلس العام 2018، حيث كشف التقرير والذي لم يعلن عنه رسميا بعد في بنوده المتعلقة بالعنف تجاه الطفل عن أن 40,1% من الأسر ترى أن العنف الأسري شأن خاص ولا يجوز أن تلجأ الأسرة للمؤسسات الرسمية والحكومية لحله، كما أظهرت النتائج أن 42,1% يعتقدون ان للوالدين الحق في ضرب الأبناء لغايات التأديب، كما يرى 26,7 % أن للمعلم الحق في ضرب الطلبة للتربية والتعليم.
وأشار مقدادي في حديثه، إلى المادة 62 من قانون العقوبات والتي تبيح الضرب التأديبي على الأبناء من قبل الوالدين، متسائلا عن "سبب بقاء هذا النص بعد مرور 20 عاما من العمل في مناهضة العنف ضد الطفل".
ومهرجان "يوميات لوني بالوني" هو منصة ابتكرها المجلس الوطني لشؤون الأسرة و منظمة اليونيسف لإشراك جميع أفراد العائلة وتوعيتهم بمخاطر العنف الواقع على الأطفال من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة.
وتنوعت فعاليات المهرجان من عروض مسرحية تفاعلية مستمرة قدمها الفريق الوطني للمسرح بعنوان "نقطة وسطر جديد" حول التربية الإيجابية، وكما استمع الأطفال للعديد من القصص التعليمية المفيدة من الحكواتي يزن مصاروة، واستمتعوا بالتقاط الصور مع شخصيات لوني بالوني، واللعب بالبالونات في المنطقة المخصصة وأيضاً التعبير من خلال بصمات اليد.
كما تضمن المهرجان معرض صور تثقيفية يعرض 30 قصة وصورة مستوحاة من الحقيقة، تدور حول أشكال العنف الجسدي، اللفظي، والجنسي وآثارها على الناجين، حيث تم استخدام تقنية الطباعة العدسية لأول مرة في الأردن (lenticular printing). ومن خلال فعاليات المهرجان تم تنفيذ العديد من التدريبات الهادفة حول الإرشاد التربوي، بالإضافة إلى توفير خدمات الإرشاد الاجتماعي للأسر المشاركة.
ويفتتح المهرجان فعالياته الجماهيرية في عمّان غدا وبعد غد، كما ينفذ أيضاً في عدة محافظات؛ إربد خلال الفترة 28 و 29 أيلول (سبتمبر) الحالي، والزرقاء خلال الفترة 5 و 6 تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، والعقبة 12 و 13 تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، حاملاً معه شخصيات محببة للأطفال لنشر الرسالة التوعوية حول أهمية التربية الإيجابية.